[center]وأشرعتُ حرفيْ فيْ بحارِ محبّتيْ
فألفيتُنيْ طِفلاً يرومُ كواكِباً
وحسبيَ أنّي صادِقٌ بقصيدتيْ
وواللهِ لو أنّ البِحارَ صحيفةٌ
لما أنصفتْ قدرَ الرؤوفِ محمدٍ
سراجِ الورى الأسنى وهادي الخليقةِ
لعطشى المعاليْ أنتَ نبعُ المروءةِ
وأشفقُ من يدعو لِبرٍّ وعِزّةِ
وأكرمُ منْ أعطى من الخلقِ منحةً
هديتَ الحيارى للخلودِ بجنّةِ
وأحيا بكَ الحيُّ الرحيمُ مواتَنا
بوحيٍ وباء الشرُّ منكَ بخيبةِ
أضاءتْ بكَ الأرواحُ منْ بعدِ ظُلمةِ
منحتَ السنا للعينِ والجودَ للنّدى
فكنتَ لأهلِ الأرضِ أكبرَ منّةِ
فما عِزّةٌ إلاّ ودونكَ أضحَتِ
فقلبُكَ نورٌ أودعَ اللهُ ذِكرَهُ
بهِ فالقلوبُ الخائفاتُ اطمأنّتِ
ووجهُكَ نورٌ وجّهَ اللهُ حُسنَهُ
بِحكمتِهِ أهدى وأحسنَ وِجهَةِ
وإنّكَ نورٌ في الحياةِ فمنْ يُرِدْ
سواكَ دليلاً عاشَ أظلمَ عِيشةِ
سيخبِطُ في قفرٍ من الأرضِ بلقعٍ
ويحيا وما يحيا بِخُسْرٍ وذِلّةِ
وإنّكَ أزكى منْ تزكّى ومن زَكَى
فمِنكَ تزكّى باقتفاءٍ لِسُنَّةِ
وإنّكَ طُهرٌ للنفوسِ ونِعمةٌ
فحمداً لِمنْ أعطاكَ هدياً مُباركاً
سيهديْ إلى أوفى وأكبرِ نِعمةِ
نشأتَ يتيماً ثُمّ أخرجتَ أُمّةً
مِنَ اليُتمِ صارتْ منكَ أكرمَ أُمّةِ
وجاهدتَ حتى تمّ للهِ شرعُهُ
وأزهقَ ربّيْ كلَّ زيغٍ وضِلةِ
فياسيّدَ الساداتِ صلّى إلهُنا
عليكَ ويا أسمى سِراجٍ وقدوةِ
إذا الشِّعرُ ما أثنى عليكَ فما اهتدى
لِمنْ هو للمدحِ الجزيلِ كقِبلَةِ
تسيرُ إلى حيث النبيِّ قلوبُنا
ونلقاهُ نبضاً للقلوبِ المُحِبَةِ
فكانَ لنا روحاً ونوراً وجنّةً
فدتهُ قلوبٌ والِهاتٌ ومُهجتي
وكانَ لنا حُبّاً وتاجاً وقُدوةً
فأكرِمْ بهِ أزكى وأطهرَ قُدوةِ
سأرفعُ شِعريْ للسماءِ بمدحِهِ
وإنْ كانَ أسمى من قصيدي ومِدْحَتيْ
فحسبُ حروفي أنْ أتَتْ صوبَهُ عسى
أنالُ بِها قُربى وأحظى بِرِفْعَةِ
فصلّى عليكَ اللهُ ياسيّدَ النّدى
صلاةً وتسليماً لوافيْ المروءةِ
محمّدٍ المُختارِ للنورِ والعُلا
[/center]